Saturday, April 08, 2006

 

سناء يوسف محيدلى






يستمع معظمنا لمحمد منير فى اغنيتة الرائعة
اتحدى لياليك
ولا يعرف قصتها
فى الحادية عشرة من صباح احد ايام ابريل المشمس تتقدم سيارة بيضاء اللون تقودها فتاة عمرها سبعة عشر عاما من حاجز للجيش الصهيونى عند معبر باتر \جزين
وتخترق بهدوء الحواجز المقامة على الطريق المؤدية لتجمع مجموعة من الخنازير التى دنست ارض لبنان
وتفجر سيارتها فتتناثر اشلاء الخنازير
وتنضم سناء لقافلة النار والنور
فقد جعلت من جسدها نارا تحرق بة المحتل وتحولت روحها نورا يهدىفى ظلمات العار الى طريق التحرير والعزوالكرامة
انة التاسع من ابريل 1985ذلك اليوم الذى فجرت فية سناء يوسف محيدلى سيارتها
لقد عرفت بنت السبعة عشر ربيعا طريق الخلود
ولم يعرفة رجال لاينتسبون لصفة الرجولة الا من خلال شهادات الميلاد التى اظنها كاذبة
لم تحرق النيران التى اشعلتها جسد سناءرمم العدو فقط بل امتدت النار الى قلب العدو فتغيرت خططة كاملة واسرع وتيرة الانسحاب الى حدود نهر الليطانى فى الجنوب

أرجوكم أقبل اياديكم فرداً فرداً لا تبكوني..لا تحزنوا علي. بل افرحوا اضحكوا للدنيا طالما فيها أبطال.. طالما فيها آمال بالتحرير..أنني بتلك الصواعق التي طيرت لحومهم وقذارتهم بطله أنا ألآن مزروعة في تراب الجنوب اسقيها من دمي وحبي لها...آه لو تعرفون إلى أي حد وصلت سعادتي ليتكم تعرفون لكنتم شجعتم كل الذين سائرون على خط التحرير من الصهاينة الإرهابيين.
مهما كانوا أقوياء إرهابيين قذرين, هم ليسوا مثلنا.. إنهم جبناء يطعنون من الخلف ويغدرون، يتلفون شمالاً ويمينا هربا من الموت..
التحرير يريد أبطالاً يضحون بأنفسهم غير مبالين بما حولهم، ينفذون، هكذا تكون ألأبطال
...
كانت هذة الكلمات من وصية الشهيدة سناء الى اهلها
من اجمل ما كتب عن البطلة
الى ا شجع الرجال ... سناء يوسف محيدلي سناء العرب..
من الاسم والعينين , من مسام الجلد فيك يطل السناء يا عروس الشهداء .
في ذلك الصبح من يوم الثلاثاء , في ليل عربي ادلهم بالهم والغم , يشرق قمر اسمه سناء.
في زمن عربي تزنر بالهزيمة , تزنير بالفداء صبية , وتزف الوطن , الى مجد العرب , والى عرس العروبة ... (( سناء )) .
في زمن يمم الكثيرون وجوههم صوب الاستجداء بعدما تيمموا بوهم الصلح والتفاوض والاعتراف , توضأت بالشهادة (( سناء )) ... وصلت فينا ركعتين وما كنا نصلي خلفها , فقد كانت تؤم جموع الشهداء .
اه يا (( سناء )) ... يا اشجع الرجال الرجال !!
بلغتنا الرسالة ,
قرأنا الوصيه ,
وسمعنا الدعاء ...
ولسنا ندري هل نتعلم منك ابجدية الفداء
, ام سنكتفي بالدعاء :
عاشت الاسماء ... عاشت الاسماء ,
وليرحم الله (( سناء )) مع الابرار الصديقين والشهداء !!
الثلاثاء 9/4/1985 , كان يمكن ان يكون يوما عادياً , كغيره من الايام التي تتساقط من (( الروزنامة )) العربية دونما معنى , يوم آخر يبدأ بالحديث عن الهم , وينتهي بآهات الغم , لولا ان صبية عربية من لبنان الممزق , نهضت في ذلك الصبح وقد توضأت طهارة ,
وصلت استشهادا ,
وذهبت الى حيث صنعت لأمتها مجداً بعدما حوصرت هذه الامة بكل تعبيرات الاستسلام للامر الواقع , والتسليم بذل الاحتلال والهزيمة .
كانت سناء انفجاراً في وجوهنا جميعاً ...
قالت لنا بالفم المليان : (( هذا هو الطريق )) ...
استشهدت سناء ,
بنت السابعة عشرة ,
نيابة عنا جميعا ,
فتعالوا نقرأ في وصيتها :
(( احبائي ... ان الحياة وقفه عز فقط انا لم امت , بل حية بينكم اتنقل , اغني , ارقص , احقق كل آمالي , كم انا سعيدة بهذه الشهادة البطلة التي قدمتها . ارجوكم اقبل اياديكم فرداً فرداً , لا تبكوني , لا تحزنوا عليّ , بل افرحوا , اضحكوا للدنيا طالما فيها ابطال , طالما فيها آمال بالتحرير , انني بتلك الصواعق التي طيرت لحومها وقذارتهم بطلة)) .
عذرا يا عروس الشهادة ...
من نحن حتى تتقدمين منا برجاء ؟
عذراً يا من انت للعرب سناء ..
. من نحن حتى تقبلين منا الايادي ؟
نحن يا سناءنا من يتقدم منك بألف رجاء ورجاء ...
سامحينا لاننا لم نتقدمك في مواكب الفداء والعنينا اذا ما اكتفينا من درسك بالشعر والانشاء .
نحن يا (( سناء العرب من نقبل منك اليدين والجبين , ونفرد في عينيك كل اشرعتنا المبحرة الى موانئ الكرامة والحرية علها بالسناء المشع من عينيك تهتدي سواء السبيل !! يا وقفة العز يا سناء .. دعينا نستزيد مما أوصيت به:
أنا الآن مزروعة في تراب الجنوب , اسقيها من دمي وحبي لها . آه لو تعرفون الى أي حد وصلت سعادتي , ليتكم تعرفون لكنتم شجعتم كل الذين هم سائرون على خط التحرير من الصهاينة الارهابيين . مهما كاونا اقوياء ارهابيين يهوديين قذزرين , هم ليسوا مثلنا , انهم جبناء يطعنون من الخلف ويغدرون , يلتفتون شمالا ويمينا هربا من الموت . التحرير يريد ابطالا يضحون بانفسهم , يتقدمون غير مبالين لما حولهم , ينفذون , هكذا يكون الابطال , انني ذاهبة الى اكبر مستقبل , الى سعادة لا توصف لا تبكوا علي من هذه الشهادة الجريئة , لا .. لحمي الذي تناثر على الأرض سيلتحم في السماء
بل مزروعة أنت في حبات عيوننا ,
ليس في تراب الجنوب وحده ,
بل انت بؤبؤ كل عين عربية من محيط هذا الوطن الى خليجه ...
شائع هو الاسم سناء و محبب ...
لكننا منذ الان سنحبه أكثر .
وسينتشر اكثر ,
سوف تولد في كل بيت عربي سناء جديده
, في عينيها شيئ من سناء عينيك ,
وعلى جبينها بعض من وهج جبينك ,
وفي قلبها تنبض صلواتك .
(( آه أمي .. كم انا سعيدة . عندما سيتناثر عظمي من اللحم , ودمي يهدر في تراب الجنوب , من اجل ان اقتل هؤلاء الصهاينه ... الكتائب نسوا انهم صلبوا مسيحهم . انا لم امت , هذه واحدة , والثانية ستأتي اكبر , وستليها الثالثه , والرابعة ومئات العمليات الجريئة . فضلت الموت بشرف من ان يغدرني انفجار او قذيفه , او يد عميل قذر . هكذا افضل واشرف ... اليس كذلك
؟
فيا جيل الغضب الساطع ...
يا جيلا يفجر الغضب في موضعه الصحيح يا جيلا لا يزايد علينا بل يلمنا ... يا جيلا لا يشعل الحرائق في صدورنا وبين اضلعنا, بل حيث يجب ان تحرق العدو المحتل ... يا جيلا انتظرناه طويلا ... سلام على الذين زرعوا نبتتكم في تراب الوطن ... سلام على الذين تولوا النبتة بالرعاية ... وسلام يا سناء عليك وعلى كل الشهداء يا عروس كل الشهداء ... سلام عليكم يوم ولدتم ... ويوم استشهتم ... ويوم تبعثون احياء .
بقلم بكر عويضة