محمد الماغوط

كان
الجو شتاء وكان البرد قاسيا والمشوار
الجو شتاء وكان البرد قاسيا والمشوار
طويل
فى ذلك العام1984 على ما اعتقد واتذكر
فى ذلك العام1984 على ما اعتقد واتذكر
كنا مازلنا فى اوائل العام الدراسى الجامعى
وفى احدى النقاشات البزنطية التى كنا ننشغل بها اقترح احد الاخوة ان من لا يستطيع اقناعنا بوجهة نظرة يتحمل مصاريف المشوار
ولم سأل احد ما هو المشوار
كنا نعتقد انة كالمعتاد مصاريف مدرج كاف
اسم الدلع للكافتريا ايامها
وحدث ما حدث ووجدنا انفسنا فى القطار السريع للقاهرة لمشاهدة فيلم الحدود لدريد لحام
كان بيعرض فى سينما كريم الصغيرة بشارع عماد الدين
وكانت المقاطعة العربية لمصر ايامها فى اوجها
وتتزعم سوريا الاسد معسكر الهجوم على السادات وسياساتة
وفى الطريق اشتريت مجلة للتسلية
كانت مجلة المستقبل اللبنانية التى كانت تصدر من باريس
ولفت انتباهى مقال شديد الخصوصية لكاتب استغربت اسمة كثيرا
الموضوع مش بالاسامى
كانة يغنى خارج السرب
كان يكتب زاوية بعنوان
اليس فى بلاد العجائب
وصلنا الى قاعة السينما لنجد الدار المخصصة لحوالى 250 مشاهد تكتظ بحوالى2500
وهناك الجالس قرفصاء والواقف وكل اتنين على كرسى
وعندما بدا عرض الفيلم اختلطت المشاعر وبكى من بكى
فقد كانت تجربة جديدة علينا نحن الصغار ايامها
كانت احداث الفيلم كالكتابة بحد السكين على جرح مازال ينزف
و الدماء ماتزال ساخنة من ضحايا صابرا وشاتيلا
وبيروت انتهكت من جيش الصهاينة
وكان كاتب الفيلم
محمد الماغوط
-------------------
توفى امس محمد الماغوط عن 72 عاما
رحمة اللة واسكنة فسيح جناتة