Tuesday, April 04, 2006

 

محمد الماغوط


كان
الجو شتاء وكان البرد قاسيا والمشوار
طويل
فى ذلك العام1984 على ما اعتقد واتذكر
كنا مازلنا فى اوائل العام الدراسى الجامعى
وفى احدى النقاشات البزنطية التى كنا ننشغل بها اقترح احد الاخوة ان من لا يستطيع اقناعنا بوجهة نظرة يتحمل مصاريف المشوار
ولم سأل احد ما هو المشوار
كنا نعتقد انة كالمعتاد مصاريف مدرج كاف
اسم الدلع للكافتريا ايامها
وحدث ما حدث ووجدنا انفسنا فى القطار السريع للقاهرة لمشاهدة فيلم الحدود لدريد لحام
كان بيعرض فى سينما كريم الصغيرة بشارع عماد الدين
وكانت المقاطعة العربية لمصر ايامها فى اوجها
وتتزعم سوريا الاسد معسكر الهجوم على السادات وسياساتة
وفى الطريق اشتريت مجلة للتسلية
كانت مجلة المستقبل اللبنانية التى كانت تصدر من باريس
ولفت انتباهى مقال شديد الخصوصية لكاتب استغربت اسمة كثيرا
الموضوع مش بالاسامى
كانة يغنى خارج السرب
كان يكتب زاوية بعنوان
اليس فى بلاد العجائب
وصلنا الى قاعة السينما لنجد الدار المخصصة لحوالى 250 مشاهد تكتظ بحوالى2500
وهناك الجالس قرفصاء والواقف وكل اتنين على كرسى
وعندما بدا عرض الفيلم اختلطت المشاعر وبكى من بكى
فقد كانت تجربة جديدة علينا نحن الصغار ايامها
كانت احداث الفيلم كالكتابة بحد السكين على جرح مازال ينزف
و الدماء ماتزال ساخنة من ضحايا صابرا وشاتيلا
وبيروت انتهكت من جيش الصهاينة
وكان كاتب الفيلم
محمد الماغوط
-------------------
توفى امس محمد الماغوط عن 72 عاما
رحمة اللة واسكنة فسيح جناتة